رشـــا

حـب من ارض الخيال

عنوان القصيدة

 

 

 

من خيالي آلا منتهي في الإتساع والاخضرار رسمتك كما أحب وأشتهي ...

رجلاً سيداً للرجال , مع انك بالنسبة لي لست سوى طيف لرجل غريب ...

رأيته ذات مساء في رحلت سفر ...

يفترش رمال الشاطئ وبكل ما يملك من رجولة طافية ... رأيته يبكي ...

وسكنت صورته مخيلتي من ذلك الحين ولا أدري لما ؟! ...

ربما لأني أول مره أشاهد رجلاً يبكي ...

لأول مره أشاهد إنكسار رجولة ...

وربما لأني في اللحظة ذاتها كنت ابكي لإحساس جارف بالضياع ...

وهبتك اسماً ناعماً ...ونسجت لك قصة حزينة كنت فيما مضى ...

انسجها لعرائسي الجميلة .. وأحببت فكرة ان يكون لي حبيب ...

وبعيداً عن مسامع أهلي وأقاربي ورقابة مجتمعي ... قصصتها لصديقاتي ... كـــل صديقاتي ...

ولشدة حبكة القصة , صدقتها وعشت على وهم جميل ... ناعم ...

وكأني أنام على يد دافئة تهدهدني يمينةً ويسرة ...

حلمت بك في مناماتي العميقة , شممت رائحة عطرك التي اذكرها كلما

شممت رائحة البحر ... أحببت لقائنا اليتيم ...ورأيتُ عيناك في وجوه كل الرجال أقاربي وأبناء عمي... وسمعت صوتك الذي لم اسمعهُ ممزوجاً بصوت مطرب مشهور وتقترب ملامحه من ملامحك المشتتة في ذهني والتي ظللت استرجعها كلما كنت وحدي بلذة غريبة.. وإحساس جميل مبهم ...

كنت أحارب بكل قوتي لأظل فيه ...

هربت من عيون اخوتي ... ونحتُّ حرفك الوهمي الأول على الشجرة القديمة في فناء بيتنا ... وهمست لصديقتي العزيزة باسمك الناعم الذي خبأته لي وحدي ...

وعشت أحلى وأجمل وأبعد قصة حب عن الواقع ...

أتوغل في أكاذيب انسجها ... وأغرق في أحلام ألفها خيالي العملاق ...

ذات يوم همست لصديقتي ... طلبني بالأمس واليوم لقاءنا المعتاد...

ومع هتاف صديقتي ... علوت ... علوت ... حتى وصلت السماء ...

مضمخه بعواطف وأحلام لا اصل لها ...

قضيت اليوم بأكمله أفكر فيما البس وفي أحمر شفاهي

وطريقة كلامي وأسلوب ابتسامي ...

وكلما داهمتني الفكرة ان الموضوع بأكمله كذبة ... اطردها بسرعة لأعيش على نفس الإحساس الجميل المبهم الذي بدأت به مشواري مع الأحلام ...

وجــــــــــــــــــاء المـــــــــــــــوعـــد ...

حاولت ان اقنع نفسي بقلق انه تأخر ... مجرد تأخير بسيط ... وسيأتي ...

حتماً سيأتي ليقرأ لي قصائد الشعراء الذين احب ... لنرقص معاً ...

وكل ما كان يصوره عقل مراهقة من أشياء حميمية وردية خيالية حد الجنون ...

انتظرت وكل ما حولي ينتظر ... الليل والثوب الأنيق وتسريحة شعري الجديدة ...

لحظة تعقل ... أدركت انه ليس هناك من  حبيب ولا وعود ولا عهود

ولا لقاءات تحت ضوء القمر ...

ليس إلا خيبات الأمل اللعينة ودموع تأبى الجفاف ...

مرارة عظيمة تحتشد بصدري .. عنقي يؤلمني .. وبكاءٍ اليم يتبعه نحيب اشـــــدّ ...

أتذكر جيداً كيف بكيت يومها وكأنني خسرتك حقاً مع انك يوماً لم تكن موجوداً ...

بكيت من ألم الإحتياج .. ومرارة الواقع .. وقسوة الفراغ المحيط بي ...

ومن ما وصلت إليه من انهيار تام وتعبٍ شديد يجتاح كياني بأكمله ...

ومرّت ليلتي موحشة متجمدة .. لاتحوي سوى الدموع والكثير من التساؤلات ...

وجهتها لنفسي بمرارة ... وأجبت عليها بالمرارة ذاتها ...

لا أدري كيف سمحت لنفسي بالتصديق ؟!.. كيف اصدق كذبه أنا قلتها في لحظة هيام وتفاخر بأن لي حبيب ؟!...

ربما الإحساس داخلي بالخواء وبأني لست سوى أكواماً من فراغ ...

وربما لعاطفة مشوبة لم توجه ولم تسمو .. فأخذت منحنى ملتوي شديد الإنحدار والخطورة .. وربما لأني كنت أحتاج لشئ افرغ فيه كل أفكاري عن الحب والمحبين بعد ان عجزت عن معرفة شئ ممن هم حولي من أهل وأقارب ...

فكل كلام عن الحب ممنوع .. وكل سؤال عن العواطف سخيف وكلام مراهقات ...

وكل دقة قلب عالية عيب وجرم ولا سبيل لها سوى الكتمان ...

سألت نفسي بصدق ... هل أحببتُ شخصاً من خيال ؟!...

آم ان كل تلك الانفعالات والعواطف العنيفة ليست إلا مظاهر مراهقة ...

عدت للحظة التعقل الأولى التي جعلتني ابصر حقيقة الوضع ...

لم يكن هناك شخص يدفعني للتفكير أو يضع يده على كتفي ويزيد ثقتي بنفسي ...

وحدي بما املك من قوة الحياة وقوة الإيمان ...

ومن رغبتي بعدم المساس بسعادة أيامي ... فلا شئ يستحق ان أكون تعيسة ...

طردت الرجل الناعم من جنة خيالي ...

ليس لأنا تفرقنا ككل مره أقولها لصديقاتي ... بل لأنه ليس موجوداً ...

رجل من أرض العدم ... أقحمته عالمي ...

بيد ان الأيام والتجربة المريرة وضحتا لي انه ليس هناك من حب يسكن ارض الخيال ونجني منه السعادة أبداً ...

وأذكر ان صديقتي العزيزة .. سألتني ذات يوم .. كيف تم اللقاء ...

همست لها ونظري للمدى البعيد ...

افترقنا ... وللأبد

 


للخلف